بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
العلاقة بين العصية والعقوبة
قال تعالى: (و لنبلوكم بالشر والخير فتنه وإلينا ترجعون).
وقال عز من قائل: (ما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
حتى نعرف العلاقة بين المعصية والعقوبة لابد لنا أن نعرف.........
أولا: الفرق بين العقوبة و الإبتلاء:
الإبتلاء: قال تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملا ً)
عندما تصيب الإنسان شدة من غبر قصد منه ولا إرادة ولا تدبير, فهذا هو الإبتلاء, فالعبد عندما بتلى على هذه الشاكلة, عليه أن يصبر على هذه الشدة فلا يقنط من رحمة الله ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنه كريه وهو مأجور بإذن الله على ذلك ..
وهذا الإبتلاء نبراس لتحقيق الوصول إلى الكمال النفسي, فمثل هذا لا يصيب إلا الأنبياء والأولياء بدون ذئب
العقوبة أو المصيبة: قال تعالى (ما أصبكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو كثير)
العقوبة الإلهية تتمثل في المصائب الفردية التي تصيب الإنسان في نفسه أو ماله أو ما يتعلق به.
والمصيبة هي ما تكون نتيجة ممارسة خاطئة صدرت من الإنسان.
فالعقوبة الإلية المصائب معلومة للإرادة الإنسان واختياره وهي غير صالحة لتكون مقدمة لخير أو كمال.
يظن بعض الناس بإن ما يصيبهم من مصائب نوعا ً من الإبتلاء يكرمهم به, فنراهم يستبشرون بما ينزل بهم لأعتقادهم, أن الله اختارهم للإبتلاء كرامة لهم حتى يجزل لهم الجزاء, بينما قد يكون ذلك عقوبة إلهية نتيجة ما ارتكبوه من أخطاء أو مخالفات لسنة الله في الأرض. لذلك يجب علينا أن نعرف في وقت الشدة, هل نحن ابتلاء أم عقوبة, لان الفرق بين الموقفين عظيم.
ثانيا ً: الأثار السيئة لعمل الأنسان
كما قلنا سالفا ً أن الأعمال السيئة للإنسان معلومة لإرادته واختياره وهي غير صالحة لتصبح مقدمة لخير أو كمال, كم قال تعالى (ما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) والخطاب في هذه الآية خاص وعام. فالخطاب العام, يشمل المصائب التي تعم المؤمن والكافر مثل الزلازل. وأما الخطاب الخاص, فيشمل المصائب الفردية التي تصيب الإنسان في نفسه أو ماله أو عرضة أو مايتعلق به وهذه لا يكون إلا نتيجة معصية أتى بها ذلك الإنسان, والعفو عند الله كثير فيما يؤاخذ به.
الإستدراج: يختص بفتة من الإغنياء ممن لا يصابون ببلاء أو مصيبة في الدنيا ومع هذا فهم يرتكبون الكبائر والمحرمات, فيكون الإستدراج وهو إكمال الله سبحانه وتعالى الإنسان إلى نفسه, فإن عمل خيراً يعطيه الله نتيجة ذلك العمل في الدنيا حتى لا يصل في لآخرة وله حق فيكون من الخاسرين وهذا قمة العذاب, الإبتلاء, كما قال تعالى: (ولولا أن يكون الناس أمة واحد لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتكم سقفا ً من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا ً وسرا ً عليها@ وزخرفا ً وإن كل ذلك إلا متاع الحياء الدنيا والآخرة للمتقين)
إذا إذا رأيت نعم ربك تتوالى عليك وأنت تعصيه فخذره فإنه يستدرجك......
الخير والشر وعلاقتهما بالنعمة
من المسلم به أنه ليس كل ثراء بلاء وليس كل خير ونعمة عند الإنسان هي عليه بلاء وليس كل شر على الإنسان بلاء كما الحديث القدسي ما معناه:
( إن من عبادي من لا يستقم إيمانه إلا بالغني ولو أفقرته لكفر, وإن من عبادي من لا يستقيم إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لطغى).
وهذا لا يعني أن يترك الفقر السعى باعتبار الفقر أصلح لإيمانه, كلا ولكن الله رفقا ً به يجعله كذلك, فهو عليه أن يسعى ويأخذ الأمور بأسبابها لأن الله تعالى أبى تجري الأمور بأسبابها.
نسالكم الدعاء